💮خواطر وعمان التسامح 💮
في الوقت التي ترزح فيه معظم الدول الإسلامية وتئن تحت وطأت الطائفية البغيضة والمذهبية النتنة بين المذاهب الإسلامية في تلكم الدول .
وفي الوقت الذي فجعنا فيه كمسلمين على التفجيرات الغادرة والمروعة التي أستهدفت مسجدين في السعودية ومسجد في الكويت لأخواننا شيعة آل البيت الكرام ، والتي سقط فيها عشرات المصلين بين قتيل وجريح .
وفي الوقت الذي تستمر فيه قنوات الفتنة الطائفية في التحريض المتبادل بين المذاهب وري شجرة الشقاق بين المسلمين بوقود وحطب المذهبية اللعين .
وفي الوقت الذي تصدح فيه منابر المساجد والمحاضرات والإعلام بفتاوي التكفير من شيوخ الفتنة وصبيتهم ضد مخالفيهم من بقية المذاهب .
تطل علينا سلطنة عُمان الحبيبة كأنموذج مشرف للتعايش السلمي الأخوي الإجتماعي بين مختلف المذاهب والأديان منذ القدم على هذه الأرض الطاهرة ، وقد كانت فرحتي كبيرة بحلقة خواطر التي يقدمها أحمد الشقيري التي تحدث فيها عن التسامح الديني والتعايش في سلطنة عمان ،وحيث أن هذا البرنامج يشاهده الملايين حول العالم وقد أنصفنا بهذه الحلقة ورفع بعض الغشاوة عن أعين البعض الذين لديهم معلومات مغلوطة للأسف عن الوضع الديني المذهبي في عمان ،بحيث يروج أن المذهب الفلاني مسيطر على كل شيء مع تهميش لبقية المذاهب ، ومنعاً لبناء مساجدهم !!! وحقيقةً لا أعلم من أين أتى هؤلاء بهذه الأخبار الكاذبة عن السلطنة ، وقد كشف برنامج خواطر عن مدى تعايشنا نحن العمانيون بسلام فيما بيننا ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، لا في حز الرؤوس والتكفير والتفجير ، فنحن لا يوجد تهميش بيننا للمذاهب أو حرمان للوظائف بسبب الإنتماء المذهبي ، فطالما أنك عماني فيحق لك التوظيف في جميع الوظائف ، من أصغر وظيفة إلى مرتبة الوزير ، فالدولة تعاملك على أنك عماني وكفى.
نعم أقولها بكل فخر نحن لسنا ك غيرنا ، فالطائفية والمذهبية لا مكان لها عندنا ، فالدولة تنبهت منذ سنين طويلة لخطر المذهبية وسنة القوانين لمنعها وبترها وليس أدل على ذلك من نص المادة 130مكرر من قانون الجزاء العماني والتي تنص : يعاقب بالسجن المؤقت مدة لا تزيد على عشر سنوات كل من روج ما يثير النعرات الدينية أو المذهبية ، أو حرض عليها أو أثار شعور الكراهية أو البغضاء بين سكان البلاد .
وحتى نكون واقعيين وحيث أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة التي لا توجد سوى بمخيلة أفلاطون ، فإنه توجد بعض الأصوات القليلة جداً جداً من المرضى الطائفيين في السلطنة من مختلف المذاهب والتي تروج لمذهبها وترفع من قدره وتحط من قدر بقية المذاهب ولكن ولله الحمد فإن وزارة الأوقاف والأجهزة الأمنية وقفت وتقف بالمرصاد لكل أحمق يريد شق عصى هذا التجانس والتعايش الأخوي ، ولله الحمد وكما بلغني من مصادر أثق فيها فقد عاد إلى رشده كل من حاول إثارت النعرات المذهبية ، وإلا فليتعفن غير مأسوف عليه بمرضه العقلي الطائفي بين جدران السجن ، فهذه الأرض الطيبة الطاهرة لا تقبل إلا الطيب ، وتلفظ سموم المذهبية .
ومن النماذج المشرفة للتعايش السلمي الأخوي هو التزاوج والتناسب بين مختلف المذاهب وهو ما يعتبر [مُجرّم ومحرّم لدى العقول المذهبية في بعض الدول ] ، كما أنه وفي جهة عملي نصطف سنة وشيعة وأباضية في صلاة الظهر لنؤدي صلاة واحدة لله وأنه لمن أعظم الممارسات هذه الوقفة الواحدة لله رغم إختلاف مذاهبنا إلا أن الطاعة واحدة ، والقلوب تنعم بالأخوة فيما بيننا .
وأنه لمن دواعي الفخر أننا في السلطنة الحبيبة تخطينا مسألة حقوق المذاهب الإسلامية، لنصل إلى حقوق بقية الأديان ، حيث توجد الكنائس للمسيحيين وتوجد المحارق والمعابد للبانيان والهندوس وغيرهم ، فهؤلاء وفرت لهم الدولة حرية المعتقد وممارسة طقوسهم الدينية ، كما أنه تم تغيير مسمى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وذلك لحفظ حقوق غير المسلمين في ممارسة شعائرهم .
فهنيئا لنا هذا التعايش والإنسجام والتسامح الذي أصبح مضرب الأمثال بين الدول ، وأدام الله علينا أخوة الدين .
💮ربِّ أجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات 💮
خالد بن راشد الفارسي
27/ يونيو/ 2015